من الصعب علينا أن نتخيّلَ أنَّ شخصًا ما سيعاني إلى الأبد. حتّى وإن لم نكنْ نشعرُ بفيضٍ من المودّة والمحبّة والرحمة تجاهَ الغرباء دائمًا، إلا أنَّنا مع ذلك لا نستطيعُ أن نستوعبَ فكرة الجحيم والعذاب الأبديّ. وتصبحُ هذه الفكرةُ أصعبَ عندما نضيفُ دورَ الله إلى المعادلة، فقد يرسلُ إلهٌ شرّيرٌ شخصًا ما إلى الجحيم، ولكن كيف يمكن لإلهٍ مُحبٍّ وصالحٍ أن يفعلَ ذلك؟

 

“اللهُ مَحَبَّةٌ” يوحَنّا الأولَى 4: 16

هل يتعارضُ مفهومُ الجحيم مع شخصيّة الله؟

ماذا لو كانَتِ الإجابةُ ببساطةٍ هي: إنَّ الجحيمَ موجودٌ لأنَّ اللهَ محبّة؟! قد يبدو الأمرُ في البداية غريبًا أو مُتناقضًا، ولكن يمكنُ أن يُصبحَ مُقنعًا عندما تفكّرُ بالطريقةِ التالية.

 

اللهُ محبّة، ولذلكَ فقد أعطانا حُرّيّةَ اختيار أفعالنا سواءٌ أكانت هذه الأفعالُ جيّدةً أم سيئة. لا يريدُ الله لنا ــــ نحنُ البشرَ المخلوقينَ على صورته ــــ أن نكونَ مَسلوبي الإرادة مثل الدُّمى الجامدة أو البشر الآليّين. وعلى الرغم من أنَّه أحبّنا كثيرًا وقدّمَ لنا الخلاص من خلال موت يسوع المسيح على الصليب وقيامته إلّا أنَّه يريدُنا أن نختارَه بمَحضِ إرادتنا الحرّة. يريدُ اللهُ إنشاء علاقةٍ معك، ولكنَّه لن يُجبرَك على أن تحبَّه، فالحبُّ القسريُّ ليس حبًّا على الإطلاق. هل يمكنُ أن تستمتعَ بعلاقةٍ زوجيّةٍ تعلمُ فيها أن شريكَك لا يحبُّك وأنَّه مجبرٌ على البقاء معك؟ بالتأكيد لا! فكلٌّ منّا يريدُ علاقةً حقيقيّةً يستمتعُ فيها مع شريكه بحبٍّ متبادَلٍ يجمعُهما معًا ويوحّدُ قلبيهما.

 

“فاختاروا لأنفُسِكُمُ اليومَ مَنْ تعبُدونَ”

يَشُوع 24: 15

“قد جَعَلتُ قُدّامَكَ الحياةَ والموتَ. البَرَكَةَ واللَّعنَةَ. فاختَرِ الحياةَ لكَيْ تحيا”

اَلتَّثْنِيَة 30: 19

 

نرى اللهَ في الكتاب المقدّس يدعو الناسَ للاختيار مِرارًا وتكرارًا، وبالتالي يواجه كلُّ إنسانٍ السؤالَ ذاتَه: مَن ستخدم، مَن ستعبد؟

إذا اخترنا الله، فسنقضي الأبديّةَ ننعمُ بنوره ونستمتعُ بخليقته الرائعة لأنَّه صالحٌ وهو مصدر كلِّ جمالٍ وصلاح. أمّا إذا رفضناه، فسنقضي الأبديّةَ مُنفصلين عنه وعن بركاته. 

 

إذًا، إن كانَ اللهُ صالحًا والجحيمُ هو حالةُ الانفصال عن الله، فهل من عجبٍ أن يكونَ الجحيمُ بهذا الرعب؟ الجحيمُ هو غيابُ الصلاح بحدِّ ذاته! وهو خيارنا نحن؛ إنَّه باختصارٍ إعطاءُ اللهِ لنا ما نريد.

“وكما وُضِعَ للنّاسِ أنْ يَموتوا مَرَّةً ثُمَّ بَعدَ ذلكَ الدَّينونَةُ”

العِبرانيِّينَ 9: 27

 

يمنحُنا اللهُ كلَّ يومٍ فرصةً جديدةً لنختارَه، ولكن عندما نموت، فلن تبقى لدينا أيُّ فرصة، بل سيكون علينا أن نقدّمَ حسابًا عن كلِّ فكرٍ وقولٍ وفعل.

“وهو لا يَشاءُ أنْ يَهلِكَ أُناسٌ، بل أنْ يُقبِلَ الجميعُ إلَى التَّوْبَةِ”

بُطرُسَ الثّانيةُ 3: 9

إن كنتَ تريدُ معرفةَ المزيد عن معنى محبّة الله لك، فلا تتردّدْ في التواصل معنا!

تواصل معنا لتعرف المزيد

إنّ موقعنا هذا هو مكان آمن لإستكشاف رحلتك الرّوحية, فريق “إبحث تجد” موجودين للإجابة

على أسئلتكم و تساؤلاتكم في الحياة وفي الدين المسيحي. يهمّنا أن نتواصل معكم والإستماع لأرآئكم حول

المواضيع الحياتية المختلفة.

قد يعجبك ايضا